بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الألغام، والتي لا زالت أميركا وإسرائيل تمانع في التوقيع على معاهدة حظر القنابل العنقودية والإنشطارية، وبعد ما أطلقت إسرائيل أكثر من أربعة ملايين قنبلة في حرب تموز2006 ، بمعدل قنبلة لكل لبناني، وقد بقي أكثر من 40بالماية دون تفجير وفق الجيش اللبناني والأمم المتحدة،يسعى بعض اللبنانيين،لنزع سلاح المقاومة،تحت عناوين كثيرة،بعنوان سيادة الدولة،ومركزية قرار الحرب والسلم،أو لإفساح المجال أمام العمل الديمقراطي والإصلاح الإداري...ويلتقون عن قصد أو غير قصد مع مطالب الإدارة الأميركية وغيرها،تيتقاطع هذان الشعارات مع الهدف الإسرائيلي،مع عدم اتهامنا..خصوصا لبعض للبنانيين ،لكن الوقائع تؤكد بأن أهدافهم بخصوص السلاح تتقاطع مع أهداف غيرهم... ولذا عليهم التنبه حتى لا يستغل أرائهم بعض الخارج،ليصوب ويطلق النار على المقاومة وعلى الكيان اللبناني المنحاز إلى محيطه العربي.
ويسأل اللبنانيون وخاصة أهل الجنوب الذين كانوا ضحايا العدوان الإسرائيلي المتكرر، أولئك الذين يعتقدون بأن القرارات والقوات الدولية تؤمن الضمانة لأحد، ولتوعيتهم، فإنهم يضعون أمام هؤلاء السياديين بعض الأسئلة والوقائع .
الا تعتبر القنابل العنقودية الإسرائيلية في أرض الجنوب ،اعتداء مستمرا على لبنان وشعبه،وخرقا للقرار 1701 خاصة وأنه منذ إنتهاء حرب تموز 2006 بلغ عدد شهداء القنابل العنقودية 46 شهيدا وأكثر من 300 جريح ( اغلبهم بالإعاقة الدائمة،بتر أرجل،أو أيدي أو إصابة في الوجه والعين)،بالإضافة إلى منع إستثمار آلاف الدونمات الزراعية والحرجية والتي تسببت وفق بعض الأوساط الطبية في الجنوب عن ازدياد حالات الإصابة بالسرطان في المناطق الحدودية،بشكل ملحوظ،يستلزم مبادرة الأجهزة الرسمية الصحية،للتحرك على هذا الصعيد لتبيان الحقائق لاتخاذ الموقف القانوني والطبي، خاصة وأنه في داخل الكيان الإسرائيلي تحرك أهالي جنود لواء(ناحال)خاصة الوحدة 933 والتي شاركت في حرب تموز 2006 وفي قطاع غزة،حيث تبين ازدياد عدد الإصابات في هذه الوحدة بشكل ملحوظ عن بقية الألوية، مما دفع جمعية (آدم تيفاع فيدين) الإسرائيلية لطلب التحقيق وتحليل هذه الظاهرة،وكان دوج روك المدير السابق لبرنامج اليورانيوم المنضب في البنتاغون قد اكد إرسال قنابل GBU من أميركا لاستخدامها في عدوان تموز .
ويطرح اللبنانيون وخاصة أهل الجنوب والضاحية،الذين كانوا ضحايا خيانة العملاء،ألا تعتبر شبكات العملاء التي تغطي الأراضي اللبنانية،والتي اخترقت جميع المستويات الإجتماعية والمهنية واخترقت جميع الطوائف والمناطق،والمدنيين والعسكريين من كل الأجهزة وكذلك الفقراء والأغنياء،حتى الذين لا تتواجد المقاومة في مناطقهم ولا تشكل لهم أي ضرر مباشر ،خاصة وأن العملاء الذين اعترفوا بجرائمهم لم ينالوا غير الأحكام القضائية بالإعدام،ولم ينفذ أي حكم قضائي حتى الآن،مما شكل حصانة للعملاء الباقين،بينما يشكل تنفيذ الأحكام ( رادعا عمليا)أمام من بقي منهم،خاصة وأن الإستباحة وصلت إلى قطاع المصارف اللبنانية الذي يشكل أحد أهم أعمدة الإقتصاد اللبناني،و يتباهى لبنان بحصانته في الأزمة المالية العالمية، فإلى متى تنتظر الأجهزة المختصة لإعدام هؤلاء الخونة،..وإذا كان العائق مبدأ الـ 6 و6 مكرر فليتجاوزا ذلك وليعدموا العملاء الذين يسكنون الجنوب،لأنهم الأكثر نذالة وجريمة وقد قتلوا أهلهم وأبنائهم بدراهم معدودة.
الم تقنع كل هذه الوقائع الملموسة ،مع الإختراقات اليومية للأجواء اللبنانية، والخط الأزرق، البعض بوجوب التراجع عن إسقاط ورقة القوة في لبنان، المتمثلة بالمقاومة... أم أن بقاء لبنان فريسة للأطماع الإسرائيلية بحجة قدرة المنظومة الدولية علىحمايته.
إن الإستراتيجية الدفاعية – تبدأ بإعدام العملاء...وحصار ثقافة العمالة التي تحولت إلى وجهة نظر سياسية أو مهنة للإرتزاق، حتى لا يصبح الجسد اللبناني غربالا وطنيا لا يحجب لهيب كرة النار الإسرائيلية، التي تحرق الجميع بما فيهم الذين يعملون معها أو لصالحها،أو يرون في تهويد القدس أسلوبا إسرائيليا لحماية نفسها ولا يدينون إنتهاكها للمقدسات.
د.نسيب حطيط